تواضع في الخدمات وغياب التطوير
وزارة المواصلات التي كانت من المفترض أن تكون أكثر وزارة تواكب التطور و التحديث في مختلف الجهات التابعه لها ولكن ما نراه اليوم هو التخلف بأسمى صوره ، فما زال التعامل مع غالبية المناطق على نظام التوصيلات التقليدية (الوايرات) ولم تقم الوزارة باي تطور يذكر في هذا الجانب فأبسط ما توصلت له تكنولوجيا الإتصالات هي الألياف الضوئية فكان من المفترض على الوزارة أن تتخذ خطوة للأمام في مجال التطوير والقيام بتحديث حميع المناطق بالألياف الضوئية.
وهذا التأخر في إعتماد الألياف الضوئية يدل على التخبط الحكومي في تطوير هذا الصرح المهم في مجال الإتصالات ولا يجب ان نغفل جانب الخطوط اللأرضية التي مازالت بدائية و تقليدية على الرغم من التطور الكبير الحاصل في هذا الجانب من خلال إضافة الإنترنت لها لتواكب التطور العالمي وتضيف خدمات حديثه للمستهلك، هذا التخلف والتواضع في الخدمات جعل العديد من المستهلكين يقومون بإلغاء أرقام هواتفهم المنزلية والإعتماد على خدمات الهواتف النقالة وهذا ما أثر سلبا على المدخول المادي للوزارة التي بسبب تواضع خدماتها في جانب الخطوط الأرضية أدى لفقدانها مورد مالي مهم للوزارة وبالتالي أصبحت مصاريفها عبئ على الدولة.
ومن جانب آخر هيئة الإتصالات هي الأخرى إدارة تم إنشائها من غير أي فائدة فكل ما تم فعله هو تحويل خدمات شركات الهواتف المتنقلة والإنترنت من وزارة المواصلات إلى هذه الهيئة وهذا كل ما تقدمه للدولة حيث أنها تمتلك حق تأجير وبيع نطاق kw إلا أننا لم نرى أي مشاريع أو تطورات في هذا الشأن فالهيئة لم تقم بتطوير أي خدمة للمستهلك تكون مورد لتحصيل الأموال التي تكون غطاء لمصاريفها حيث أن هناك العديد من المشاريع والأفكار التي من الممكن أن يتم تطويرها وعرضها على المستهلكين عبر برامج وخدمات متعددة تكون ذات فائدة للمستهلك وأيضا مصدر مالي جيد للوزارة والهيئة.
إضافة الى أنه يجب على وزارة المواصلات أو الهيئة كجهات مسؤولة عن خدمات الإنترنت التي تعتبر الآن عصب الحياة أن تقدم هذه الخدمة بحزمة خدمات إلى مستهلك مع إشتراك الهاتف السنوي بحيث يكون هناك عدد سعة محدودة من إشتراك الإنترنت بالإضافة إلى خدمة الهاتف، ومن خلال تقديم هذه الخدمة سوف تفتح للوزارة الخيارات لتقديم خدمات أخرى على الشبكة العنكبوتية وبالتالي مواكبة التطور الواسع في عالم الاتصالات والانترنت.
وكما يعلم الجميع بأن القطاع الخاص نجح في تقديم خدمات متعددة للمستهلكين من خلال خدمات التخزين السحابي وإستضافة المواقع الإلكترونية وغيرها من الخدمات على شبكة الإنترنت التي كان من الأجدر على وزارة المواصلات أن تكون هي المبادرة في تقديمها للمستهلك، كما أن الوزارة لم تقوم بالمشاركة بتطوير التعليم عن البعد فهي الجهة التي يجب أن تتبنى تطوير هذه الخدمات بحيث يكون التعليم في المدارس متطور بشكل أفضل عن وضعه الحالي بالتعاون مع وزارة التربية.
وكوني مواطن أحمل خبرة في هذا المجال لأكثر من عشرون عاما حاولت في السنوات السابقة ومن خلال إتصالات متكررة مع الوزارة والهيئة وحتى الديوان الأميري بالتواصل مع المكتب الإعلامي من أجل تقديم استشارات وأفكار لتطوير العديد من خدمات الشبكة العنكبوتية إلا أنه للأسف لم أرى أي تجاوب أو إهتمام لمناقشة هذه المواضيع، أتمنى من خلال تواجدي في مجلس الأمة أن أقدم حزمة من الاقتراحات والأفكار التي من شأنها تطوير الخدمات الإلكترونية والحكومية على شبكة الإنترنت.